بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال يبدأ الأهل رحلة جديدة مليئة بالتساؤلات حول كيفية العناية بأطفالهم لضمان تعافيهم بشكل آمن وسريع. من الطبيعي أن يشعر الطفل بعد الجراحة ببعض التغيرات مثل آلام الحلق، صعوبة البلع، وحتى تغير في الصوت، مما يجعل العناية المنزلية أمرًا ضروريًا لضمان تجاوز هذه الفترة دون مضاعفات.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على مراحل التعافي والعناية المنزلية بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال بشكل عام، وأهم الأسئلة التي يطرحها الوالدين مثل “متى يأكل الطفل بعد عملية اللوز واللحمية؟”، و”متى يلتئم جرح عملية اللوز للاطفال؟”، بالإضافة إلى الأعراض الطبيعية بعد العملية، والعلامات التي تستدعي استشارة الطبيب لضمان صحة الطفل وسلامته وعدم التعرض لأي مضاعفات، فتابعونا.
اللوز واللحمية عبارة عن أنسجة ليمفاوية تقع في الجزء الخلفي من الحلق والأنف، على الترتيب. تلعب هذه الأنسجة دورًا مهمًا في الجهاز المناعي، ولكن عندما تكبر أو تصاب بالالتهاب بشكل متكرر، قد تتسبب في انسداد مجرى الهواء أو زيادة تكرار الإصابة بالعدوى.
عملية اللوز واللحمية هي إجراء جراحي يتم فيه إزالة اللوزتين واللحمية. تُجرى هذه العملية عادةً للأطفال الذين يعانون من مشاكل تنفسية متكررة، مثل صعوبة في التنفس أثناء النوم، أو التهابات الأذن المتكررة، أو صعوبة البلع. كما يمكن إجراء هذه العملية للأطفال الذين يعانون من شخير مزمن أو رائحة فم كريهة مستمرة.
يقرر الطبيب طفلك إجراء عملية اللوز واللحمية عندما تتضخم أو تلتهب اللوز واللحمية، وتسبب مشاكل صحية تؤثر على حياة الطفل اليومية. بشكل عام، هناك سببان رئيسيان لإجراء هذه العملية:
الأسباب الأخرى التي قد تدعو لإجراء العملية:
من الطبيعي أن يشعر طفلك ببعض الانزعاج والألم خلال الأيام الأولى بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال، مثل:
هذه الأعراض طبيعية وتختفي تدريجياً خلال الأسبوعين الأولين بعد الجراحة. لا تدل على وجود عدوى.
بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال، يحتاج الطفل إلى رعاية منزلية دقيقة لضمان التعافي بشكل آمن وسريع. خلال الأسبوعين التاليين للجراحة، قد يعاني الطفل من آلام الحلق، ألم الأذن، رائحة الفم الكريهة، تغيرات في الصوت، وظهور بقع بيضاء في الحلق، وهي أمور طبيعية لا تستدعي القلق، كما ذكرنا في الفقرة السابقة.
وفيما يلي أهم التعليمات الخاصة بالعناية المنزلية بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال:
باتباع هذه التعليمات بعناية، يمكن لطفلك التعافي بأمان بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال، مع تجنب أي مضاعفات محتملة.
يستغرق التئام جرح عملية اللوز للأطفال عادة من 7 إلى 10 أيام. خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، تتكون طبقة بيضاء اللون في مكان استئصال اللوز، وهي جزء طبيعي من عملية الشفاء وليست علامة على التهاب. بمرور الوقت، تبدأ هذه الطبقة في التلاشي تدريجيًا لتحل محلها أنسجة وردية مشابهة لأنسجة الفم الطبيعية، مما يشير إلى اكتمال عملية الشفاء. من الضروري خلال هذه الفترة اتباع تعليمات الطبيب بدقة لضمان تعافي سريع وخالٍ من المضاعفات.
بعد بضع ساعات من الجراحة، حيث يمكن للطفل أن يبدأ بتناول الطعام بعد العملية بمجرد زوال تأثير التخدير وقدرته على البلع بشكل طبيعي. من المهم أن تكون الوجبات الأولى خفيفة وسهلة البلع، مثل الزبادي أو المهلبية أو الحساء الدافئ، لتجنب التهيج في منطقة الحلق. ينصح بتجنب الأطعمة الساخنة أو الحامضة أو الغنية بالتوابل خلال الأيام الأولى لأنها قد تسبب انزعاجًا وألمًا في الحلق.
يُفضَّل تشجيع الطفل على شرب كميات وفيرة من السوائل الباردة مثل الماء والعصائر الطبيعية الخالية من الحمضيات، إذ تساعد في ترطيب الحلق وتسريع عملية التعافي. يمكن أن يستأنف الطفل تناول الأطعمة الصلبة تدريجيًا مع تحسن حالته، وغالبًا ما يعود إلى نظامه الغذائي الطبيعي خلال أسبوع إلى عشرة أيام.
اعرف ايضا عن
يجب مراقبة الطفل بعناية خلال فترة التعافي في المنزل والانتباه لأي علامات غير طبيعية تستدعي استشارة الطبيب. يُنصح بالتوجه إلى الطبيب أو أقرب قسم طوارئ في الحالات التالية:
في حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب طلب الرعاية الطبية العاجلة لضمان سلامة الطفل وتجنب أي مضاعفات محتملة.
وختامًا، فإن فترة ما بعد عملية اللوز واللحمية للاطفال تتطلب اهتمامًا دقيقًا لضمان الشفاء التام دون مضاعفات. الالتزام بتعليمات الطبيب المتعلقة بالرعاية المنزلية، التغذية السليمة، ومتابعة أي علامات غير طبيعية مثل النزيف أو ارتفاع الحرارة، يساهم في تسريع التعافي وعودة الطفل لحياته الطبيعية.
إذا كنت بحاجة إلى متابعة دقيقة لحالة طفلك بعد عملية اللوز واللحمية، لا تتردد في استشارة الدكتور عبد الرحمن مجدي فوزي-استشاري الأنف والأذن والحنجرة والحاصل على دكتوراة مناظير الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة- لتحصل على الخبرة والرعاية التي تتمناها لطفلك. اتصل بنا الآن.
اعرف المزيد عن
مضاعفات عملية اللوز واللحمية للاطفال
عادةً لا تُوصف المضادات الحيوية بعد العملية، حيث يعتمد الشفاء على العناية المنزلية الجيدة، إلا إذا أوصى الطبيب بذلك في حالات معينة.
يجب أن يشرب الطفل كميات وفيرة من السوائل خلال اليوم، ويفضل تقديم المشروبات الباردة والعصائر الطبيعية لتجنب الجفاف وتسريع الشفاء.